ريح الشمال أما تريني

ريح الشمـال , أمـا ترينّـي *** أهيم , وأنني بادي النحـول ِ
هبي لي نسمة من ريح بثـن ٍ *** ومُنِّي بالهبوب على جميـل ِ
وقولي : يا بثينة حسب ُ نفسي *** قليلك ِ , أو أقل من القليـل ِ

ما نقرأه أعلاه هو نموذج من أرقى نماذج

الحب العذري وأصفاها وأصدقها وترا ًوأشدها حرارة .

شعر يمتلئ بشكاوى النفس وما يلاقه المحب المتيـّـم من تباريح الوجد.

وربما تأثر بقوة البعد , ومرارة الحرمان .

ومع ذلك , غني القلب موقور الحس والشعور

شعر عاشق يرضى من محبوبته بالقليل بل بأقل من القليل.

إنهـا ليسـت تجـود لـذي الهـوى *** بل البخل منها شيمـة , والخلائـق ُ
وماذا علـى الواشـون أن يتحدثـوا *** سوى أن يقولوا إنني لـك ِ عاشـق ُ
نعم , صدق الواشـون أن يتحدثـوا *** علي َ , وان لم تصف ُ منك ِ الخلائقُ

هنا نقرأ الحديث عن بخل الحبيبة , وحديث راضي وإستسلام

لا سخط ولا غضب ولا تمرد , لا تهديد ولا توعد ولا ثوران

إنما إكتفاء بالإشارة إلى بخل حبيبته

بكل ما من شأنه أن يملأ حياته نعيما ً وبهجة

يصف بخلها بالوصال , باللقاء

ويستمر في بوحه وأقصى ما يشتكي خوفه من الموت أن يغتاله فجأة فيقول :

لقد خفت أن يغتالنـي المـوت عنـوة *** وفـي النفـس حاجـات كمـا هـيـا
وانـي لتثنينـي الحفيظـة , كلـمـا *** لقيتـك ِ يومـا ً , أن أبثّـك مـا بيـا
ألم تعلمـي يـا عذبـة الريـق أننـي *** أظل ُّ , إذا لم أسق َ ريقك ِ , صاديا !!

وتمضي به الأيام , ويدب اليأس في قلب الحبيب

فيهاجر , ويمرض في هجرته

حتى إذا حضرته الوفاة كانت آخر كلماته

من أجمل الكلمات حبا ً , وتذكرا ً وتعلقا ً ووفاء ً

حتى الرمق الأخير

كل معشوقين غيري وغيرهـا *** يلذ ّان في الدنيـا ويغتبطـان
وأمشي وتمشي في البلاد كأننا *** أسيـران للأعـداء مرتهنـان
ضمنت لها ألا أهيـم بغيرهـا *** وقد وثقت مني بغير ضمـان

ويموت المحب سنة أثنتين وثمانين من الهجرة , ويبقى من بعده صوته الشعري المتوهج بالحرارة والصدق , ينطق بعذريته وعفته وصادق حبه ومكابدته.

كنتم مع أجمل ما قيل من الشعر العربي في الحب

إنه عاشق ليس ككل العشاق

ومحب ليس كمثل كل النحبين

كنتم مع " جميل بثينة ".

تحياتي

قمة الذوق والروعه ماتجلت به خاطرتك الأدبيه

عن هذا الحب العذري الذي أنشدبه جميل بثينه

وقد قرأت قصائده كلها تقريبآ

سلمت وسلم اليراع على ما أتحفتنا به

الوهج كتب:: قمة الذوق والروعه ماتجلت به خاطرتك الأدبيه

عن هذا الحب العذري الذي أنشدبه جميل بثينه

وقد قرأت قصائده كلها تقريبآ

سلمت وسلم اليراع على ما أتحفتنا به

فعلا أخي الوهج

كانوا قمة في الطهر والنقاء

حب لا تشوبه شائبة

أما هذه الأيام فحدث ولا حرج

إلا من رحم ربي

تحياتي