1st_top قلم بارع
عدد الرسائل : 1050 تاريخ التسجيل : 06/10/2008
| موضوع: الشعر روعة ولوعة الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:49 am | |
| الشعر روعة ولوعة قلوب العاشقين
له قذلة من خيوط الشمس منسوجة *** والليل يكتب حروفه من ضفايرها
وقد فتن العاشقون بشعر الحبيبة حتى كأنه هو السحر بعينه ، وقيل في ذلك :
قدر ينسج من خصلة شعر زورق يسبح في موجة عطر
في عباب غامض التيار يجري واصلاً ما بين عينيك وعمري! كما يقول ناجي.
وقد عجزت الصناعة الحديثة بكل تقدمها عن محاكاة التموج الساحر في الشعر الطبيعي الجميل على رأس المرأة، في كل ما صنعوا من شعر مستعار (باروكة) فالشعر المستعار يظل ميتاً ، والطبيعي يمور بالحياة ويموج بالجمال.
والمرأة تعرف جمال الشَّعر فترخيه على كتفيها وخديها:
"شعري سأرخيه..
ملقى على كتفي سأبقيه
حتى إذا شاهدتني فيه
أخبرتني أني به أحلى"
"شعري غدا في شكله الأجمل
مرخى على فستاني الأزرق
أبدو به أغوى من الدنيا..
أًصبي من الزنبق
أزهو به..
أهوى به.. أعشق"
وحين تموج ذؤابة الشعر الأسود على خد المحبوبة المورد فإن الشاعر يفتن بخصلة الشعر تتلاعب بقلبه ويحسدها لأنها ترف على خد الحبيب وتداعب وجهه:
ذؤابته تقول لعاشقيه قفوا وتأملوا قلقي وذوبوا
فإني قد وصلت إلى مكان عليه تحسد الحدق القلوب!
فالقلب يحسد العين على ما ترى من جمال، ولا يناله من هذه الرؤية غير اللوعة!
ويقول الشاعر الشعبي لمحبوبته:
"يا زين فرع وقض الرأس خل الأزارير دلاعي"!
فالشعر الحر المتناثر على الكتف والجبين والخد والذي يموج على الوجه الجميل بدلال ، يأخذ بمجامع قلوب العاشقين ، وتسريحات الشعر المختلفة موجودة في كل عصر ، وهي كانت موجودة في نجد قبل أن تتصل نجد بالعالم ، حين كانت معزولة.
فالمرأة بطبعها تحب الزينة وتعرف السبيل إليها ، وتعرف أن شعرها هو تاج جمالها ، وأن التفنن في تسريحه يعطيها أشكالاً متعددة ، متجددة ، فمرة تبدو كالغجرية المتوحشة ، ومرة تبدو كاللؤلؤة الصافية ، وفي تسريحة ثالثة تظهر صورة مجسدة للصبا والجمال.
يقول شاعر عنيزة إبراهيم منصور الكنعاني:
"يا حمام على الغابة ينوح ساجع بالطرب لا واهنيه
قلت حيه.. ولا كنه بيوحي مر عجل ولا سلم عليه
واعسى السيل دايم ما يروحي ما يفارق جفار الصايفيه
حيث ينصاه خطوات الطموح كل بيضاء هنوف عسوجيه
تنفض الرأس لا جت بتروح وتنكسه لية من بعد ليه
نقضت رأسها ودها تروح قلبها مشتغل يبي خويه"!
وخويه هنا بمعنى حبيبها فهي تنقض شعرها وتنثره على كتفيها وخديها لتبدو أجمل حين يمر "خويها"!!
إن العشق يورث ذلك الجنون السخي في لمعة العيون وابتهاج الوجوه وتموج شعر العاشقة كانما هو يحتفل بوجود المعشوق ويريد أن يضحك أمامه ضحكات العاشق المفتون:
"رقت محاسنها ورق أديمها فتكاد تبصر باطناً من ظاهر
تندى بماء الورد مسبل شعرها كالطل يسقط من جناح الطائر"
تحس هنا أن الشعر له روح وأنه كما يهفو على وجه الحبيبة يهفو إلى عيني الحبيب..
وتفضيل لون الشعر يتوقف على الحب الأول في الأغلب.
يقول ابن حزم الظاهري رحمه الله إنه أحب في صباه جارية شقراء الشعر فلم يعد يحب الشعر الأسود ولو كان على القمر حسناً.. ويقول شعراً:
"يعيبونها عندي بشقرة شعرها فقلت لهم هذا الذي زانها عندي"
ويصف ابن الرومي شعراً جميلاً أسود على امرأة جميلة، وصفاً متحركاً يتابع فيه حركات الشعر على وجهها وكتفيها وظهرها ثم يصفه في آخر الأبيات وصفاً رائعاً:
"وفاحم وارد يقبل ممشا هُ إذا اختال مسبلا غدره
أقبل كالليل من مفارقه منحدراً لا يذم منحدره
حتى تناهى إلى مواطئه يلثم من كل موطئ عفره
يغشى غواشي قرونه قدما بيضاء للناظرين مقتدره
كأنه عاشق دنا شغفاً حتى قضى من حبيبه وطره"
وتشبيه الشعر بالليل شائع في الشعر الفصيح والشعبي، لأن الشعر في صحراء العرب أسود، ومن العجائب وجود أعرابي أشقر أو أعرابية شقراء،بمعنى بيضاء الشعر، يقول المتنبي:
أرخت ثلاث ذوائب من شعرها في ليلة فأرت ليالي أربعاً
واستقبلت قمر السماء بوجهها فأرتني القمرين في وقت معا
ويقول الآخر:
إذا أسبلت ذؤابتها عليها رأيت البدر في أفق السواد
ويقول ابن نباته:
قلت وقد أبدى جبيناً واضحاً وفوقه ليل دلال قد سجى
أفدي الذي جبينه وشعره طرة صبح تحت أذيال الدجى"
ويقول الشاعر الشعبي متعب بن زراق العتيبي:
"له قذلة من خيوط الشمس منسوجة والليل يكتب حروفه من ضفايرها"
كما يشبهون الشعر بذيل الحصان الأصيل، ويحبون الطول في الشعر، قال عبدالله بن سبيل:
"لا شك يوم أذكر خطاة الخوندات اللي جدايلها تعدى الحضاية"
"خطاة" بعض.. "الخوندات" الجميلات الحضاية: أسفل الخصر.
ويقول الشاعر عبدالله بن علي الصقيه:
"ذوايب جدايلها على الردف طياح تورد جبا عد طوي بالحجر صوحه"
يقول إن شعرها لطوله تصلح جديلته رشاء يستخرج به الماء من بئر "عد" طوي بالحجر، وفي العادة لا يطوى بالحجر إلا الآبار العميقة.
ويقول الشاعر العربي:
تلاعب الشعر على ردفها أوقع قلبي في العريض الطويل
يا ردفه جرت على خصره رفقاً به ما أنت إلا ثقيل!
والمرأة أيضاً تعشق في الرجل الشعر الجميل، قالت امرأة من بكر بن وائل:
أشم كغصن البان جعد مرجل شغفت به لو كان شيئاً مدانيا
سألتكما بالله إلا جعلتما مكان الأذى واللوم أن تأويا ليا
فهي تصف معشوقها بأنه طويل وأشم (فيه شمم وشموخ) وشعره جعد طويل.. وقد شغفت به حباً ولكن آه لو كان دانيا في اليد!! ثم تقول لا تلوماني - أسألكما بالله - بل أرحماني!!
والمشكلة أنه:
"ليس في الحب يا أمي أرحميني"!
تحياتي | |
|
لبنى غصن الزيتون
عدد الرسائل : 597 تاريخ التسجيل : 05/10/2008
| موضوع: رد: الشعر روعة ولوعة الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:07 pm | |
| "ليس في الحب يا أمي أرحميني"!
اعجبتني ... | |
|