ليلى2 مشرفه
عدد الرسائل : 227 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: الشاعر هاشم الرفاعي الجمعة أكتوبر 24, 2008 7:03 pm | |
| نبذة عن حياته نقلا عن كتاب " ديوان هاشم الرفاعي – المجموعة الكاملة " اسم الشاعر الحقيقي : سيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي ولكنه اشتهر باسم جده هاشم لشهرته ونبوغه ، وتيمنا بما عرف عنه من فضل وعلم . وعرف شاعرنا بهذا الاسم وانطوى الاسم الحقيقي عنه . وله أخ بهذا الاسم هاشم . وكان والده جامع شيخا لإحدى الطرق الصوفية المنتشرة في مصر وقد توارثها عن أجداده ، وأصبح رائدا لها بعد أبيه .
نشأ الشاعر في هذه الأسرة ، وتربى علي يد والده ، الذي أثر عنه الحزم في التربية، وكان يريد أن يربي الشاعر تربية خاصة ، ليكون رائد الطريقة من بعده، ولكن الشاعر أبي ذلك ورغب أن يدرس في الأزهر ، فرفض أبوه تحقيق رغبته وحاول أن يثنيه وحاول أن يثنيه عن رغبته تلك فأبى فعالجه باللين ثم بالضرب ، ولكن الشاعر زاد إصرارا وتمسكا برغبته رغم صغره ، واشتدت الأزمة بينهما وحار الوالد في أمر ابنه العصي ولكن الطفل الذكي لجأ إلى طريقة أخرى فاتصل ببعض أقاربه وأصدقاءه أبيه ، وأقنعهم برغبته وطلب منهم إقناع والده بها، وفعلوا ذلك ورضخ الوالد بهذه الرغبة أمام تدخل الأقارب والأصدقاء، و هكذا ذهب إلى الأزهر والتحق بمعهد الزقازيق الديني الذي يتبع الأزهر سنة 1947 وحصل على الشهادة الإبتدائية الأزهرية في عام 1951 م ، ثم أكمل دراسته الثانوية في هذا المعهد وحصل علي الشهادة الثانوية في عام 1956 ثم التحق بدار العلوم وتوفي قبل أن يتخرج سنة 1959 .
وكان في مراحل دراسته كلها بارزا بين زملائه ، كان يقول الشعر ولما يبلغ الثانية عشرة من عمره ، ويقود الطلبة في المظاهرات والاحتفالات ضد الاحتلال البريطاني ، والأوضاع الفاسدة السائدة في مصر ، ولقد أصيب برصاصة طائشة تركت أثرا في أعلى رأسه ، وفُصِل من معهد الزقازيق مرتين : الأولى قبل قيام الثورة ، والثانية بعدها لمدة سنتين من سنة 1954 إلى سنة 1956 وكان فصله في المرة الثانية لقيادته للمظاهرات التي خرجت من معهد الزقازيق ضد رجال الثورة الذين ضربوا الاتجاه الإسلامي وأقصوا محمد نجيب عن رئاسة الجمهورية , وبعدها زارأنور السادات - رئيس مجلس الأمة آنذاك – أنشاص – مدينة في محافظة الشرقية بمصر - فألقى الشاعر قصيدة بين يديه وعرض عليه الأمر أيضا ، ثم استطاع أن يتصل بكمال الدين حسين وزير التربية وأعيد إلى المعهد مرة أخرى ، وهذه السنوات التي أبعد فيها عن المعهد جعلته يتأخر عن بعض زملائه .
وفي كلية دار العلوم برز بين الطلاب شاعرا ، ثم تولى مسئولية النشاط الأدبي في الكلية التي كان عميدها الأستاذ الشاعر علي الجندي وكان معجبا به يتنبأ له بمستقبل عظيم ولهذا قال في رثائه: لهف نفسي علي الصبا المنضورـ ـ ـ ـ لفه الغدر في ظلام القبور لهف نفسي علي القريض المصفى ـ ـ ـ ـ صوحت زهره عوادي الشرور لهف نفسي على النبوغ المسجى ـ ـ ـ ـ برداء من البلى والدثور
وكان يتنبأ له أن يصبح أشهر شعراء العربية في العصر الحديث . وفي سنة 1959 في الثاني من يوليه تموز قتل الشاعر علي يد بعض حساده ومبغضيه من الشيوعين الذين حاربهم وكشف ضلالهم وخداعهم ولؤم نفوسهم
. وكانت الأحداث الظاهرة التي أدت إلى مقتله هي الخلافات التي وقعت بين الشاعر ومؤيديه وبين فئة أخرى من الشيوعين ومؤيديهم في نادي أنشاص الثقافي ، وحصل صرع بين الفريقين حتى حاول الفريق الآخر تشكيل مجلس إدارة للنادي في 5 أغسطس آب 1958 فقام هاشم وزملاؤه بالاستيلاء علي النادي وشكلوا مجلس إدارة وأخذوا أغراض النادي , واشتد الصراع حتى تدخلت السلطة في الأمر وفي 28 – 8 اجتمع الطرفان في منزل واحد منهم ، واتفقوا جميعا وعادت أغراض النادي إلى المقر الجديد . ولكن هذه التسوية الظاهرة لم تكن إلا تسوية مؤقته ، لاسيما بعد أن رأوا هاشما يزاد تألقا وتزداد مكانته وشهرته بين الشباب المثقف في أرجاء الوطن العربي فضلا عن بلدته وكان واضحا أنه يمثل الاتجاه الإسلامي في الصراع الدائر في مصر بين المسلمين وأعدائهم وكان الشيوعيون من ذوي النفوذ في تلك الفترة يحاولون طمس الاتجاه الإسلامي والتنكيل بأصحابه .
اجتمعت كل هذه العوامل لتؤدي إلى استدراج الشاعر إلى خصام مصطنع في ملعب النادي وطعنه بالسكاكين . ويشاء الله أن يموت الشاعر ، الذي لحق بمن طعنه ليثأر لنفسه حتى نزفت دماؤه وسقط ميتا .
وظل سؤالا يدور علي الألسنة : هل كان قتل الشاعر نتيجة لهذا الحسد والخلاف بينه وبين هؤلاء ؟ أم أن قصائده التي ذاعت ، وحملها الشباب ، وأنشدها المظلومون وشباب المسلمين في السجون والشوارع هي التي دفعت إلى قتله ؟ وهل كانت هناك أصابع خفية أرادت أن تستغل هذه الصورة الظاهرة من الخلافات بينه وبين أقرانه لتقضي عليه دون ضجة ؟ كل ذلك ممكن ، لاسيما وأن صورا كثيرة كانت تتحدث للذين يختفون فجأة بعد أن تشير تقارير العيون والجواسيس إلى خطورتهم وتنطوى صفحات حياتهم فجأة بحادث مصطنع أو مرض مفاجيء أو .. أو ...فهل لقى شاعرنا هذا المصير وبهذه الطريقة بتدبير خفي أم أن موته كان ضربة غادرة لم تحسب للمصير حسابا ؟ | |
|
ليلى2 مشرفه
عدد الرسائل : 227 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: الشاعر هاشم الرفاعي الجمعة أكتوبر 24, 2008 7:08 pm | |
| هذه القصيده للشاعر هاشم الرفاعي رحمه الله كتبها لوالده قبل استشهاده بيوم واحد. أبتاه ماذا قد يخط بنانى
أبتاه ماذا قد يخط بنانى والحبل و الجلاد ينتظران هذا كتاب اليك من زنزانة مقرورة صخرية الجدران لم تبق الا ليلة احيا بها واحس ان ظلامها اكفانى ستمر يا ابتاه لست اشك فى هذا وتحمل بعدها جثمانى الليل من حولى هدوء قاتل والذكريات تمور فى وجدانى ويهدنى المى فانشد راحتى فى بضع ايات من القران والنفس بين جوانحى شفافة دب الخشوع بها فهز كيانى قد عشت أومن بالاله ولم اذق الا اخيرا لذة الايمان شكرا لهم انا لا اريد طعامهم فليرفعوه فلست بالجوعان هذا الطعام المر ما صنعته لى امى ولا وضعوه فوق خوان كلا ولم يشهده يا ابتى معى اخوان لى جاءاه يستبقان مدوا الى به يدا مصبوغة بدمى وهذه غاية الاحسان والصمت يقطعه رنين سلاسل عبثت بهن اصابع السجان ما بين اونة تمر واختها يرنو الى بمقلتى شيطان من كوة بالباب يرقب صيده ويعود فى امن الى الدوران انا لا احس باى حقد نحوه ماذا جناه فتمسه اضغانى هو طيب الاخلاق مثلك يابى لم يبد فى طمأ الى العدوان لكن ان نام عنى لحظة ذاق العيال مرارة الحرمان فلربما وهو المروع سحنة لو كان مثلى شاعرا لرثانى او عاد من يدرى الى اولاده يوما وذُكّرَ صورتى لبكانى وعلى الجدار الصلب نافذة بها معنى الحياة غليظة القضبان قد طالما شارفتها متأملا فى السائرين على الأسى اليقظان فأرى وجوما كالضباب مصورا ما فى قلوب الناس من غليان نفس الشعور لدى الجميع وإنما كتموا وكان الموت فى إعلانى ويدور همس فى الجوانح ما الذى فى الثورة الحمقاء قد أغران أو لم يكن خيرا لنفسى ان أرى مثل الجموع أسير فى إذعان ما ضرنى لو قد سكت وكلما غلب الأسى بالغت فى الكتمان هذا دمى سيسيل يجرى مطفئا ما ثار فى جنْبَىَّّ من نيران وفؤادى الموار فى نبضاته سيكف من غده عن الخفقان والظلم باق لن يحطم قيده موتى ولن يودى به قربان ويسير ركب البغى ليس يضيره شاة اذا اجتثت من القطعان هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتى وتمور بعد ثوان وتقول لى ان الحياة لغاية أسمى من التصفيق للطغيان انفاسك الحرى وان هى أخمدت ستظل تغمر افقهم بدخان وقروح جسمك وهو تحت سياطهم قسمات صبح يتقيه الجانى دمع السجين هناك فى اغلاله ودم الشهيد هنا سيلتقيان حتى اذا ما أفعمت بهما الربا لم يبق غير تمرد الفيضان ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الربانى ان احتدام النار فى جوف الثرى امر يثير حفيظة البركان وتتابع القطرات ينزل بعده سيل يليه تدفق الطوفان فيموج يقتلع الطغالة مزمجرا اقوى من الجبروت والسلطان انا لست ادرى هل ستذكر قصتى ام سوف يعدوها رحى النسيان او أننى سأكون فى تاريخنا متآمرا أم هادم الاوثان كل الذى ادريه ان تجرعى كأس المذلة ليس فى إمكانى لو لم أكن فى ثورتى متطلبا غير الضياء لامتى لكفانى اهوى الحياة كريمة لا قيد لا إرهاب لا إستخفاف بالإنسان فاذا سقطُت سقطُت أحمل عزتى يغلى دم الاحرار فى شِريانى
أبتاه إن طلع الصباح على الدنى وأضاء نور الشمس كل مكان واستقبل العصفور بين غصونه يوما جديدا مشرق الألوان وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجرى على فم بائع الالبان واتى يدق- كما تعود- بابنا سيدق باب السجن جلادان واكون بعد هنيهة متأرجحا فى الحبل مشدودا الى العيدان ليكن عزاؤك ان هذا الحبل ما صنعته فى هذى الربوع يدان نسجوه فى بلد يشع حضارة وتضاء منه مشاعل العرفان او هكذا زعموا وجىء به الى بلدى الجريح على يد الاعوان أنا لا اريدك ان تعيش محطما فى زحمة الألام والاشجان إن ابنك المصفود فى أغلاله قد سيق نحو الموت غير مدان فاذكر حكايات بأيام الصبا قد قلتها لى عن هوى الأوطان وإذا سمعت نشيج امى فى الدجى تبكى شبابا ضاع فى الريعان وتكتم الحسرات فى أعماقها ألما تواريه عن الجيران فاطلب اليها الصفح عنى اننى لا ابتغى منها سوى الغفران مازال فى سمعى رنين حديثها ومقالها فى رحمة وحنان أبنى إنى قد غدوت عليلة لم يبق لى جلد على الأحزان فأذق فؤادى فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصيان كانت لها أمنية ريانة يا حسن أمال لها وأمان غزلت خيوط السعد مخضلا ولم يكن إنتفاض الغزل فى الحسبان والان لا ادرى باى جوانح ستبيت بعدى أم باى جنان هذا الذى سطرته لك يا أبى بعض الذى يجرى بفكر عان لكن إذا إنتصر الضياء ومُزقت بيد الجموع شريعة القرصان فلسوف يذكرنى ويُكبر همتى من كان فى بلدى حليف هوان والى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان
| |
|
مهـــــا قلم جديد
عدد الرسائل : 118 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 12/10/2008
| موضوع: رد: الشاعر هاشم الرفاعي الأحد أكتوبر 26, 2008 3:01 am | |
| موضوع قيم وتعريف مبارك
شكرا لهذا المجهود السخي | |
|
1st_top قلم بارع
عدد الرسائل : 1050 تاريخ التسجيل : 06/10/2008
| موضوع: رد: الشاعر هاشم الرفاعي الخميس أكتوبر 30, 2008 6:05 pm | |
| تقديم رائع بديع
فالشاعر هاشم الرفاعي من القلائل الذين ابدعوا في العصر الحديث
شكرا أخت ليلى لهذا المجهود الموفق
تحياتي | |
|