1384 هـ تاريخ له ذكرى جميلة قي قلوب
ففي يوم من أيام هذه السنة المباركة
وقف فيصل بن عبدالعزيز
ومن خلفه سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز
وزير المواصلات آن ذاك
لقص شريط إفتتاح طريق الهدا (
الكر )
وفي هذا المكان ( الآن وقد تم توسعته ) وقف الفيصل وشقيقه لإفتتاح أعظم مشروع في ذلك الوقت
وكما تلاحضون هناك طريق في المنتصف كان الطريق الذي أفتتحه الفيصل وهذا الجبل الذي ضل شامخا له قصة من واقع الحياة التي كنا نعيشها في ذلك الزمن.
ولكن سأسرد لكم بعض الأمور هنا ومن ثم نعرج على التفاصيل أثناء المداخلات.
1- عاش هذا الجبل مطلا على ما يليه بوادي نعمان من مشاعر مقدسة ، عرفات ، ومزدلفة ، ومنى محتفظا بوقاره دون مشاركة هامة او بسيطة منه في تاريخ بلاده.
2- اعتز هذا الجبل شامخا بقمته التي ترتفع عن سطح البحر 1950 مترا ، وعن سفحه 1200 مترا ، بينما لا تتجاوز مدينة الطاءف التي تسكن أحضان هذا الجيبل 1600 مترا عن سطح البحر.
3- وقد أطبق فاه ولملم جوفه على طول المدى ، محتضنا القردة ، منزويا عن عالم الانسان ودنيا الناس.
4- صافح اليد البشرية في امتعاض ودون تودد في حدود عام 430 هـ حينما جرى إفتتاح اول طريق سلطاني بدائي على معمرة حسين بن سلامة أبي الحسن صاحب اليمن ، بما يسمح بمرور ثلاثة جمال بأمالها فيه.
5- ولأول مرة في تاريخه عرف الحجارة رصفا في ذلك التاريخ ، والبلاط درجات وسلالم عريضة مريحة في اجزاء منه ، وأقر الرمال الممهدة من تربته معبرا في أجزا أخرى من هذا الطريق الجديد له.
6- ومن يومها مشت فيه براحة وإطمئنان بعد رهبة ووحشة ذوات الأربع والأخفاف متصلة السير تحمل الميرة أو الناس المصطافين.
7- فشاهد في دهشة واستغراب البغال المؤقرة بأحمالها ، وبراكبيها ، كما عاين الجمال بهوادجها أو عارية الظهور منها.
8- لقد أشفق كثيرا على جيرانه سكان الأودية والمنازل بقمته ، وهم يقومون كوسيلة رزق ، بأدوار الأدلاء إليه وعلى ما فيه من كنوز طبيعية مخبوءة أو مبعثرة في أغوار وبين حفرات.
9- ولقد زاحم ذلك المعبر البسيط ( دون قوة منافسة ) رغم بساطته طريق السيل في تشجيع حركة الأصطياف بالقلة النادرة تسلك طريق الجمال إليه.
10- وابتدأ تاريخه الحديث البداية الموفقة كما أشرنا إليه أعلاه ، وتوسعت فكرته البعيدة المدى في أحلام الرجل الشاب ( فيصل بن عبدالعزيز ) عام 1347ه_ منذ أن صعد ذلك الرجل جبل الهدا ، وجال ببصره في مشارفها ، ورأى أوديتها من قمة هذا الجبل الشامخ الصامت الملتف في صخوره الهائلة يغطي بها سره البعيد.
وتم توقيع العقد عام
1376هـ بين سمو الأمير
سلطان بن عبدالعزيز عن وزارة المواصلات وبين الجندي المجهول
المعلم محمد بن لادن ، عقدا رسميا بأن يكون هذا الجبل الذي عاش جبلا يكون سهلا في نفسه وميسرا للناس الطريق لما وراءه من جسول وجنان.
وذلك ليتم تنفيذ خيال وفكرة الرجل الشاب المشرف على قمته عام 1347هـ فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله.
تحياتي