نور الإيمان مشرفه
عدد الرسائل : 791 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: كن في الدنيا كأنك غريب الإثنين نوفمبر 10, 2008 8:02 am | |
| كن في الدنيا كأنك غريب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه.. وبعد: إعلم أخي الحبيب أن هذه الحياة الدنيا أنفاس معدودة في أماكن محدودة. وأن هذه الحياة
( بحر ) و الأنفاس ( مراكب ) تقربنا إلى الشاطئ. وأن الحياة ( سفر )، وهو إن طال العمر أو قصر لابد أن ينتهي إلى المنزل والمستقر في نهاية المطاف: إما إلى جنة أبداً، أو إلى نار أبداُ. فهل من مشمّر إلى الجنة؟ أم تريد القعود مع القاعدين؟ فحيّ على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيم
أخي الحبيب.. لقد دق ناقوس الرحيل، وتهيأ الركب للمسير، فوضعوا الزاد، وملئت المزاد، و حملت الإبل.. وأنتم لم تزل في الرقدة الأولى بعد!
]أخي الحبيب..كلنا لابد أن يركب قطار الآخرة و يسافر. فهل تريد أن ترحل كريماً، ويحسن استقابلك، وتنزل منزلاً؟ أم تريد أن تذهب مخفوراً؟ وتُستقبل مهاناً؟ وتلقى ملوماً مدحوراً؟ إن من أراد سفراً سأل ونقّر، وأعد له العدة وفكر، وهيّأ له الزاد وقدّر. فما بالنا نغفل عن السفر الطويل إلى الآخرة؟ إن الأيام تسير بنا وإن لم نسر، والأنفاس مراحل تقربنا إلى القبر الذي هو أول منازل الآخرة. وبعد ذلك أهوال وأهوال. فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة *** وإلا فإني لا إخالك ناجياً فماذا تراك قد أعددت لهذا السفر الطويل الذي بدأ بالفعل منذ نزلت من بطن أمك؟ أيام عمرك تذهب *** وجميع سعيك يَكتب ثم الدليل عليك منك *** فأين أين المهرب؟
البدار البدار.. فلا يوجد ثم طريق للهرب أو الفرار. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا ». فبادر يا أخي بالأعمال الصالحة في زمن المهلة قبل أن تفلت من يدك الفرصة. قال الحبيب : « لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله: من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه ». وقال : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».فالفراغ نعمة عظيمة لمن شغلها بطاعة الله تعالى. فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك هي بالباطل. لقد هاج الفراغ عليك شغلاً *** وأسباب البلاء من الفراغيُحكى أن رجلاً كان يحاسب نفسه، فحسب يوماً سني عمره، فوجدها ستين سنة. فحسب أيامها، فوجدها واحداً وعشرين ألف يوم وخمسمائة يوم. فصرخ صرخة، و خرّ مغشياً عليه. فلما أفاق قال: يا ويلتاه، أنا آتي ربي بواحد وعشرين ألف ذنب وخمسمائة ذنب؟! يقول هذا لو كان يقترف ذنباً واحداً في كل يوم، فكيف بذنوب كثيرة لا تحصي؟ ثم قال: آه عليّ، عمرت دنياي، وخربت أخراي، وعصيت مولاي، ثم لا أشتهي النقلة من العمران إلى الخراب. وأنشد: منازل دنياك شيّدتها *** وخرّبت دارك في الآخرة فأصبحت تكرهها للخرا *** ب وترغب في دارك العامرة وفي الحديث: « اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك »
واعلم أخي الحبيب أن لك موضعين تندم عندهما حيث لا ينفع الندم: الأول: عند الاحتضار؛ حيث تريد مهلة من الزمن لتصلح ما أفسدت، وتتدارك ما ضيعت، ولكن هيهات. الثاني: عند الحساب؛ حيث تُوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه؛ نقص فيه أجلي، و لم يزد فيه عملي ). وقال سعيد بن جبير: ( إن كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة ).
عدل سابقا من قبل نور الإيمان في الإثنين نوفمبر 10, 2008 8:07 am عدل 1 مرات | |
|
نور الإيمان مشرفه
عدد الرسائل : 791 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: كن في الدنيا كأنك غريب الإثنين نوفمبر 10, 2008 8:04 am | |
| | |
|
الوهج عضو شرف
عدد الرسائل : 686 تاريخ التسجيل : 04/10/2008
| موضوع: رد: كن في الدنيا كأنك غريب الإثنين نوفمبر 10, 2008 3:46 pm | |
| إختنا الكريمه الإيمان
قرأت ماكتنب وأسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا وإياك والجميع
ممن يعمل لأخرته ودنياه وأن نفوز برضى الرحمن وأن يدخلنا الجنة دون حساب أو عذاب
وجزاك الله خيرآ وبارك فيك | |
|
نور الإيمان مشرفه
عدد الرسائل : 791 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| |