الفوضى والاستهانة بحياة الإنسان وكرامته، فلا يحكمها نظام ولا ضبط ؟! وهذا الانفلات يكون في مدينة أو دولة أو منطقة، ولكنه لا يشمل العالم كله، ويبقى الكثيرون في منجاة منه؟ وقد عبر القرآن الكريم عن أهمية الأمن في حياة الناس، فجعله كالطعام الذي يرد غائلة الجوع (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
أما الانفلات الفني فإن ساحته واسعة ممتدة، ولا سيما مع انتشار الفضائيات، والعربية منها بالذات ؟! فأتيح للأغاني والمسلسلات التي لم يكن يُسمح لها أن تُذاع بسبب الرقابة التي تراعي الذوق العام والقيم والأعراف أن تنتشر في الآفاق !!
ففي الخمسينيات من القرن الماضي، كان لبعضهن تسجيلات تُعد محتشمة إذا قيست بما يُقدم اليوم، فلم تكن تُذاع، بل تُباع في محلات وشوارع يترفع عنها أصحاب الذوق والعقل. ونحن اليوم أمام طوفان يزداد، بحيث أصبح كل من يريد يقدم ما يريد ويفعل ما يريد، ليس يمنعه من ذلك إلا الرقابة الذاتية التي أصبحت غائبة عند كثيرين ؟! فمن ينقذ الذوق العام حتى من بعض ما يسمى بالأغاني والمسلسلات والأناشيد الإسلامية، وقد حمل بعضها مفاهيم تصطدم بالعقيدة وتخدش وجهها الجميل ؟!
في قناعتي أن ما يمر بنا من انفلات فني سيكون مرحلة يتمخض عنها موقف تعود فيه للذوق العام أصالته، وللقيم والأعراف مكانتها، وهو ما يلاحظ الكثيرون بدايته !