1st_top قلم بارع
عدد الرسائل : 1050 تاريخ التسجيل : 06/10/2008
| موضوع: من بعد العراق الإثنين نوفمبر 03, 2008 12:46 am | |
| عودة من ذي بدئ، تتواتر الأخبار عما يحصل بالغرق ، كما حصل في أفغانستان قبلها ، ولن يهنأ عدونا قبل أن يلحق بقية الأقطار الإسلامية ما لحق العراق. قد يهز البعض رأسه مستنكرا هذا الأمر : فأقول له ألم تكن تستنكر أن تدخل أمريكا العراق !!!
كل الأقطار الإسلامية معدة للسقوط بنفس الآلية التي سقط بها العراق فلا تستعجلوا الأمور و لا تمتعضوا فالمسألة مسألة وقت لا أكثر ، ولو رجعنا للبدايات لتذكرنا كيف سقطت الأندلس وتوالت بعدها أحداث السقوط ، أمة بعد أمة.
إن أمة هجرت ربها و أسلمت أمرها للشيطان لا بد أن يصيبها ما أصاب الأمم التي سبقتها من نكبات و سخط ، لكن لا يعني هذا بالطبع أن الفناء الذي سيصيب الأمة سببه اليهود و النصارى حتى و لو ملكوا الأرض فإن الله لم يجعل لهم سلطانا في فناء المسلمين و تعالوا معي نطوف في رحاب هذا النص النبوي الشريف و الذي سيكون هو لسان حال ما سيصيب الأمة قريبا و الله أعلم.
جاء في كتاب الفتن والملاحم من سنن أبي داود 4252 ( صحيح ) ما نصه :
حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى قالا: ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إن الله تعالى زوى ، لي الأرض "" أو قال: "" إن ربي زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال لي: يا محمد ، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، ولا أهلكهم بسنة بعامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها ، أو قال بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضا ، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق "" قال ابن عيسى: "" ظاهرين لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى .
هذا النص النبوي يقرر مجموعة من الأحداث لا بد من وقوعها على الأمة ، ولقد بلغ ملك أمة محمد مشارق الأرض و مغاربها و ملكوا الكنزين الأحمر و الأبيض.
الآن نأتي للمهم في هذا الموضوع ألا وهو مسألة استباحة البيضة. جاء في لسان العرب الجزء السابع ، صفحة 127 :
بَـيْضَة القوم : وسَطُهم.
و بَـيْضَة القوم : ساحتهم؛ وقال لَقِـيطٌ الإِيادِي:
يا قَوْمِ ، بَـيْضَتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها ****إِنِّـي أَخاف علـيها الأَزْلَـم الـجَذَعا
وهنا يعني : احفظوا عُقْر داركم ، والأَزْلَـم الـجَذَع يعني به : الدهر لأَنه لا يهرم أَبداً.
ويقال منه: بِـيضَ الـحيُّ أُصِيبَتْ بَـيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم، و بِضْناهم و ابْتَضْناهم: فعلنا بهم ذلك.
وبَـيْضَةُ الدار: وسطها ومعظمها.
و بَـيْضَةُ الإِسلام: جماعتهم: و بَـيْضَةُ القوم: أَصلهم.
و البَـيْضةُ: أَصل القوم ومُـجْمعُهم. يقال: أَتاهم العدو فـي بَـيْضَتِهمْ. وقوله فـي الـحديث: ولا تُسَلِّطْ علـيهم عَدُوّاً من غيرهم فـيستبـيح بَـيْضَتَهم؛ يريد جماعتهم وأَصلهم أَي مُـجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم، أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم.
البيضة معدن الإسلام و أصله و هي لن تستباح حتى لو اجتمعت كل أقطار الكفر و هذا الاجتماع واقع اليوم و يبقى التنفيذ ، لكن النتائج التي سيعجز عن تنفيذها العدو الكافر سيفعلها الأخ المسلم سيغزو المسلمين بعضهم بعض و سيسبي بعضهم البعض و سيهلك المسلمين بعضهم بعض حتى يصلوا إلى درجة استباحة البيضة و يا لها من كارثة هذه معاجم اللغة بين أيديكم و هذا كلام المصطفى نقله عن ربه سبحانه. فكم سيبقى من أمة محمد صلى الله عليه و سلم بعد أن يستبيحوا هم أنفسهم بيضة بعض و ما الذي جعل الأمة تصل إلى هذا الحد من الانحطاط ، أنها ثلاث عوامل :
الأول : استحقاق المسلمين لما يحدث. الثاني : عدونا الذي يجمع لكم من بين أقطارها. والثالث : هم دعاة و أئمة الضلالة.
البند الأول : و الثالث :
مما لا شك فيه أن قادة الآمة اليوم قد وصل بهم العجز الروحي لدرجة لا يستطيعون معها أخذ زمام المبادرة للنهوض بأمة مهزومة و مكلومة ، و إيصالها إلى الشرف الذي ارتضاه الله لها ، بل هم الرعيل الأول من دعاة الضلالة الذي سيكون بأيديهم هلاك هذه الأمة , إنهم يتاجرون بأرواح المسلمين لدرجة أنهم قد سلموا أقطارا إسلامية بأهلها لأعداء الله من اليهود و النصارى فماذا يرتجى من هؤلاء بعد.
هذا هو الرعيل الأول و هو إلى زوال لكن انتظروا الدعاة الجدد في ظروف من الفوضى التي لا ضابط لها ، هؤلاء سيخرجون على الناس في سنوات خداعة ، سنوات فوضى و فقر و جوع , سنوات فتن و هرج ، اللهم أجرنا و أرحمنا.
نعود الآن لواقع الأمة في هذه اللحظة لنتحدث عن بعض الموجبات التي قد تعجل في هلاكها ، إننا تنظر من حولنا فلا تجد بارقة أمل تبشر بتغيير قريب كل شيء يسير نحو الأسوأ ، فالظلم يزداد يوما بعد يوم و المفاهيم الفاسدة تترسخ في وجدان الجيل الشاب المسلم كل شيء من حولك أصابه الفساد أو هو أداة لتحقيق الفساد حتى بعض العاملين في القطاع الديني ممن أصبحوا ألعوبة بيد الطواغيت هم سبب من أسباب الفساد , فالتدليس و التحريف و التأويل و التحايل على كتاب الله و سنة رسوله كان سببا من أسباب استمرار الفساد و تجميله.
إننا أمة أمرت بالصبر و عدم اليأس و القنوط وإذا كنا نستعرض واقعنا المؤلم فلا يعني هذا بحال من الأحوال أننا قد يأسنا من روح الله , حاشى و كلا بل التغيير قادم و لكنه مؤلم , فبقدر انتشار الفساد في جسد الأمة تكون الصعوبة بالقضاء عليه أمة الإسلام اليوم كجسد أنهكه سرطان خبيث استشرى في أطرافها و كاد أن يصل إلى القلب في وقت لم يعد يجدي معها العلاج بالكلمة الطيبة , لأن القلوب قد صدئت و تلبسها الران و العياذ بالله.
فما هو الحل البديل إذاً ؟؟
عندما يعجز الأطباء عن علاج داء كالسرطان أنتشر في أحد أطراف مريض ما , فهم يلجئون في النهاية إلى بتر هذا العضو الفاسد مخافة أن ينتقل المرض منه إلى باقي الأطراف السليمة. إذاً أمتنا اليوم هي أحوج ما تكون لمثل هذا البتر , الذي يخلصها من كل ما هو فاسد فيها.
تحياتي | |
|
اليعسوب قلم جديد
عدد الرسائل : 36 تاريخ التسجيل : 29/10/2008
| موضوع: رد: من بعد العراق الإثنين نوفمبر 03, 2008 11:08 pm | |
| قراءة موفقة أخي فيرست
الوضع من شيء لاسوأ كما يراه الجميع
نسأل الله أن يسخر للأمة أمر رشدها
ويهدي ولاة المسلمين لما فيه الخير والصلاح | |
|
أبو طيف قلم جديد
عدد الرسائل : 61 تاريخ التسجيل : 04/11/2008
| موضوع: رد: من بعد العراق الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 11:52 pm | |
| لا على الترتيب
السودان ، مصر ، السعودية ، الجزائر | |
|