كشمير: شعب يذبح علي أنغام مواثيق حقوق الإنسان
يمثل يوم السابع والعشرين من أكتوبر من كل عام ذكري شديدة الألم ويوما اسودا بالنسبة إلى الشعب الكشميري في القطاع الذي تسيطر عليه الهند من ولاية جامو وكشمير منذ ما يقارب الستين عاما وهو نفس تاريخ احتلال إسرائيل لفلسطين، وقد عقدت السفارة الباكستانية في القاهرة ندوة حول القضية الكشميرية وتداعياتها شارك فيها العديد من الخبراء والأكاديميين والإعلاميين.
في بداية اللقاء تعرض الصحفي سمير حسين ـ الباحث في شئون كشمير ـ بدايات قضية كشمير فقال : في يوم السابع والعشرين من شهر أكتوبر منذ 61 عامًا استيقظ سكان ولاية جامو وكشمير المسلمون على جحافل الهندوس يقتحمون عليهم بيوتهم ويُقتـِّلونهم ، وحصدت آلة الحرب الهندوسية أرواح 300 ألف مسلم في شهرين فقط ، في محاولة منهم لتغيير تركيبة السكان الذين يزيد فيها عدد المسلمين عن 85%.
وأوضح أنه طبقا للقرار الخاص بتقسيم الهند إلى دولتين على أساس ديني بعد انسحاب بريطانيا من شبه القارة الهندية، كشمير الحق في أن تنضم إلى باكستان لا إلى غيرها للأسباب التالية لأنها الامتداد الحيوي لباكستان و حدود باكستان الطبيعية وبها منابع ثلاثة أنهار باكستانية إلي جانب أنها تقع بين ذراعي باكستان أي أنها بمثابة القلب والرأس من باكستان وأن أهلها المسلمون وهم الأكثرية الساحقة، يريدون الانضمام إلى باكستان.
وشدد علي أن ما جرى يتناقض مع قانون الاستقلال ، وخطة التقسيم الموضوعة في 3 يوليو عام 1947م ، والتي أقرها البرلمان البريطاني في 18 يوليو من نفس العام، والتي تقضي بأن المناطق ذات الأكثرية الهندوسية يتم ضمها إلى الهند ، والمناطق ذات الأغلبية المسلمة تضم لباكستان ، وبالتالي كان لا بد أن تنضم ولاية جامو وكشمير ذات الأغلبية المسلمة لباكستان غير أن الذي حدث هو خلاف ذلك.
ولفت إلي أن قرار السلطات الهندية بتخصيص قطعة أرض من أراضي كشمير لهيئة هندوسية لإقامة مساكن للهندوس الذين يزورون أضرحة في كشمير ، وأيضًا الحصار الاقتصادي الذي فرضه الهندوس على التجار المسلمين ، أدي كل ذلك إلى انتفاضة الحرية التي يقوم بها الكشميريون منذ عقود ضد القوات الهندية التي زادت من تحصيناتها في الولاية ، وقامت بمنع التجول وتحديد إقامة الزعماء الكشميريين الذين يطالبون بالحرية.
تواصل الانتهاكات الهندية
وأشار إسكندر بلال مير ـ المستشار السياسي للسفارة الباكستانية بالقاهرة ـ إلي أن هناك العديد من المبادرات الدولية التي طرحت في محاولة لحل القضية الكشميرية قوبلت كلها بالرفض من جانب الهند ومن هذه المبادرات مؤتمر لندن المسمي (الأمن الدولي عن كشمير) الذي عقد في مجلس النواب البريطاني وصدر عنه إعلانا من سبع نقاط من أهمها مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الانتهاكات الهندية في كشمير خاصة قضية الاختفاء القسري والإعدامات في حق الشباب والدعوة للحل السلمي للقضية.
وأضاف بأن من المبادرات الدولية أيضا القرار الصادر عن الاتحاد الأوروبي في 10 يوليو عام 2008 بدورته التي عقدت في ستراتسبورج بضرورة إلزام الحكومة الهندية بكشف الحقائق عن المقابر الجماعية التي يتم العثور عليها داخل كشمير المحتلة وأن تقبل الهند بالتفتيش النزيه والمستقل للكشف عن تلك القبور ومعرفة أسماء القتلى وهوياتهم وتعويض ذويهم .
وأوضح الدكتور إبراهيم محمد إبراهيم الأستاذ بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر أنه قام بترجمة دائرة المعارف الباكستانية إلي اللغة العربية لتعريف الجمهور العربي المسلم حضارة الشعب الباكستاني وإلقاء الضوء علي قضية كشمير التي تحتاج الدعم والمؤازرة من جانب كل المسلمين في العالم لأنها قضية شعب مظلوم يعاني من وحشية القوات الهندية المحتلة مشيرا إلي انه أتيحت له الفرصة للقاء العديد من الكشميريين وحجم المعاناة والمآسي التي يعانون منها بسبب الاحتلال الهندي لبلدهم .
ولفت إلي أن كشمير وفلسطين يعانيان من نفس الأوضاع غير الإنسانية وهما جرحان نازفان في جسد الأمة الإسلامية وآن الأوان لان ندعم هؤلاء المظلومين بالفعل وليس بالكلام فقط، وحيا دور باكستان الداعم لنضال الشعب الكشميري واصفا هذا الدور بأنه أصبح الوحيد الذي يقف بقوة إلي جانب الكشميريين.
وحدة فصائل المقاومة
ومن جانبه دعا الدكتور محمد السعيد جمال الدين العميد السابق لكلية اللغات والترجمة بجامعة عين شمس إلي وحدة فصائل المقاومة في كشمير المحتلة وأن تنبذ التنازع فيما بينها مشيرا إلي أن استمرار الجهاد الكشميري في مواجهة القوات الهندية القوية والمدعومة من دول أخري يعد احد معجزات هذا العصر لعدم تكافؤ القوي بين شعب معدم وبين قوات تملك ترسانة هائلة من العتاد والدعم اللوجستي والإستخباراتي والتسليحي خاصة من جانب إسرائيل.
ونبه السفير محمد عز الدين شرف ـ مساعد وزير الخارجية المصري سفير مصر السابق بباكستان ـ إلي أن كشمير قضية تهم كل مسلم ومسلمة وأن حق نصرة الشعب الكشميري واجب شرعي تفرضه الأخوة الإيمانية والضرورات الأمنية لان باكستان وكشمير تمثلان حائط ضد الأطماع الهندية والإسرائيلية في العالم الإسلامي وثرواته وعقيدته.
متظاهرين بكشمير
وأكد أن هناك الكثير من الأدلة علي أن إسرائيل تقدم أسلحة ومعلومات استخباراتية للهند لقمع الشعب الكشميري وتبقي القضية الأساسية هي الحصول علي حق تقرير المصير الذي يطالب به الكشميريون منذ أكثر من خمسة وخمسين عاما وقد فشلت كل الأساليب غير الإنسانية في قهر الشعب الكشميري وسلبه لروح النضال التحرري في نفوس الكشميريين وزاد هذا القمع من تصميمهم علاي التخلص من الاستعباد الهندي لهم.
ولفت إلي أن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية الحقوقية أكدت علي تزايد وتيرة الانتهاكات الهندية لحقوق الشعب الكشميري المسلم من تدمير للبيوت وإتلاف للمزروعات واعتقال للشباب واجتياح للقرى والمدن وقتل المدنيين وتعذيب المعتقلين الذي واغتصاب النساء ووصل عددهم مئات الآلاف من الضحايا.
وفي كلمته أشار فتحي يوسف سفير مصر السابق في باكستان إلي أننا نتفهم جهاد شعب كشمير ضد الاحتلال الهندي وندعمه كما ندعم أي شعب انتهكت حقوقه واحتلت أرضه ويعاني من التعسف والقتل وبصفة شبه يومية ، لافتا إلي ضرورة قيام الهند بإعطاء الشعب الكشميري حق تقرير المصير طبقا لقرارات الأمم المتحدة.
فلسطين وكشمير قضية واحدة
وقالت الدكتورة هناء عبد الفتاح الأستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر ولها ثلاث مؤلفات عن أزمة كشمير إن الشعب الكشميري يعاني منذ أكثر من خمسين عاما وقضيته هي من عمر القضية الفلسطينية وهناك الكثير من أوجه الشبه لافتة إلي ضرورة التضامن مع هذا الشعب المظلوم عملا بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم (من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).
وأشارت إلي أن عدد الكشميريين الذين قتلوا علي يد القوات الهندية منذ الاحتلال حتى الآن وطبقا للتقارير الحقوقية الدولية والمحلية بلغ مئات الآلاف إلي جانب أضعاف هذا العدد من المعاقين والنساء المغتصبات مؤكدة أن هذا القمع المتواصل دفع الكشميريين إلي إعلان الجهاد المسلح في أكتوبر عام 1947ومنذ ذلك التاريخ قدم الكشميريون مئات الآلاف من الشهداء.
ولفتت إلي أن باكستان ليس لها أي هدف في كشمير إنما هي تريد مساعدة الكشميريين علي الحصول علي الاستقلال وهي تدعم الشعب الكشميري لأنه شعب مسلم ونصرته واجب إسلامي وحق من حقوق الجوار مشيرة إلي ضرورة إطلاق منظمة المؤتمر الإسلامي نداءا للضمير العالمي لحث الهند علي تطبيق القرارات الدولية الخاصة بكشمير وفلسطين ليسود السلام العالم.